إعادة إنتاج القهر.........رياضة مغربية/حوار مع جريدة الصباح


حوار أجرته جريدة الصباح مع الأستاذ الصديق الصادقي العماري
الصادقي المتخصص في علم الاجتماع والتربية أكد أن المواطنة الحقيقية لا تتحقق إلا بوجود الحرية.
قال الصديق الصادقي العماري، الباحث في علم الاجتماع المتخصص في سوسيولوجيا التنمية وقضايا التربية والتكوين،  في تصريحات  ل”الصباح”، إن ظاهرة أزمة المواطنة بالمغرب، وتمظرها في سلوكات غير مقبولة مثل بيع الصوت الانتخابي وتخريب الممتلكات العمومية، هي بمثابة “إعادة إنتاج للقهر والتعسف الاجتماعيين”.

وأوضح الصادقي، وهو مدير و رئيس تحرير مجلة “كراسات تربوية”، أن “إقبال المغربي على منح الرشوة، مثلا، في مواقف اجتماعية حرجة بغية بلوغ أغراض شخصية معينة”، ينبع أساسا من “إحساسه العميق أن حقه غائب بل مسلوب”، وبالتالي يقوده “هذا القهر والتعسف، إلى التحايل على القانون من أجل قضاء أغراضه ومصالحه مادام الساهرون على تطبيق هذا القانون يتلاعبون به كذلك”.
وشدد الصادقي، رئيس جمعية الشباب للتربية والدراسات والأبحاث الاجتماعية، على أن أزمة المواطنة بالمغرب، على ارتباط أيضا، ب”أزمة القيم التي تعد من السمات الواضحة في العصر الحاضر، نتيجة طغيان المادة على ما حولها من قيم ومبادئ”، موضحا أن “التقدم الباهر الذي وصل إليه الإنسان لم يحقق له التوازن النفسي الذي يبتغيه، فأصبح كل ما يهمه المادة فحسب، ما يجعله لا يرى إلا ذاته، ولا يسمع إلا صوته، فانفك الترابط الاجتماعي”.
ولم يخف الصادقي، مؤلف كتاب “التربية والتنمية وتحديات المستقبل: مقاربة سوسيولوجية”، أن أساليب التنشئة الاجتماعية داخل الأسرة والمدرسة بالمغرب، ساهمت بدورها في أزمة المواطنة، لأن طرق تلقينها ومضامينها حول المواطنة، “غير كافية بالشكل المطلوب لترسيخ سلوك قيم المواطنة الحقيقية”.
فعلى مستوى الأسرة، يقول الكاتب العام للمركز المغربي للتأهيل والإنصات، نجد “الآباء والأمهات، يكرسون التبعية للأسرة، بأساليب العقاب والقدح، في حين أن المطلوب هو التربية على الانتماء إلى الأسرة، عبر أساليب التربية المرتكزة على فتح الباب للحوار والنقاش الإيجابي مع الأبناء، وتحقيق الارتياح النفسي”.
وأضاف الباحث السوسيولوجي والخبير في التربية، أن إظهار الإخلاص في العمل والصدق في القول والفعل، والثقة والوفاء ومحاربة التواكل، والتهاون، وقيم السلوك الإيجابي في المجتمع المغربي، أمور “لن تتحقق إلا عبر قاطرة مبنية على أسس وركائز متينة قوامها البرامج والمناهج الحية النابعة من الأخلاق والقيم”، وعلى يد “الأطر والمؤسسات التي تقوم بوظيفة التربية والتكوين والترشيد لا التدريس فقط”.
 وشدد الصادقي، في حديثه إلى “الصباح”، على أن المواطنة يجب أن تكون “غاية كبرى من غايات المدرسة المغربية الراهنة”، باعتبار “المدرسة هي المؤسسة الاجتماعية الأساسية لتحقيق أهداف التربية على المواطنة والسلوك المدني من خلال غرس الثوابت الوطنية للبلاد ورموزها وقيمها الحضارية لدى المتعلمات والمتعلمين والوعي بالحقوق والمسؤوليات والتدرب على ممارستها وتمكين التلميذات والتلاميذ من اكتساب قيم التسامح والتضامن والتعايش”.
وحذر الصادقي، من “استمرار أزمة المواطنة”، باعتبارها “أمرا خطيرا جدا، يهدد المواطن فردا اجتماعيا بطبعه له علاقات اجتماعية تفاعلية تؤثر وتتأثر، ويؤثر على المجتمع نسقا متشابكا ومتكاملا، واستمراريته وحيويته ونشاطه رهين بقيمة وفعالية أدوار ووظائف أفراده ومؤسساته وفق منظور بنيوي وظيفي”.
وأوصى الصادقي، الذي يعمل أستاذا ومرشدا نفسيا واجتماعيا بالمؤسسات التعلیمیة، بضرورة مساعدة المؤسسة التربوية على  نشر قيم المواطنة والسلوك المدني وترسيخه في وجدان المتعلمين، بـ”توفير سياق اجتماعي مساعد”، واتخاذ وسائل الإعلام، مدخلا رئيسيا لتحقيق ذلك، من خلال حملها على “تجاوز المنتج الإعلامي الذي ينتج ثقافة التسلط والخنوع والاستلاب، ويشعر الفرد المغربي بأنه إعلام لا يخاطب فيه الوجدان الحقيقي”.
وفيما أكد المتحدث أن “تنمية السلوك المدني عبارة عن عمليات متداخلة يتم عبرها اكتساب سلوكات جديدة ضمن مجال يتسم بتبادل التأثير والتأثر”، قال إنه من اللازم تأهيل المدرسة المغربية، باعتبارها “أداة للنهوض الشامل بالمجتمع”، حتى تواكب مجموع “التحولات المعرفية التي يعرفها عالم اليوم من منظور تحرير الأفراد والجماعات من سيطرة القيم التقليدية الجاهزة وإشاعة قيم العمل والعقل والإرادة الحرة”.
امحمد خيي

البحث عن مخرج
أكد الصديق الصادقي، الباحث السوسيولوجي المهتم بقضايا المواطنة والتربية والتنمية، لـ”الصباح”،  أن “المواطنة الحقيقية لا تتحقق إلا بوجود مبدأ الحرية”، لأن الإنسان الذي يعيش تحت رحمة القهر والتعسف الاجتماعيين، لا يمكن أن يفكر في نوع السلوك الذي يحكمه في أي موقف من المواقف الحرجة، بقدر ما يفكر في المخرج الحقيقي من ذلك الموقف ولو لم يكن عليه راضيا”.
تعليق: الصديق الصادقي العماري (خاص)


مع تحيات الأستاذ الصديق الصادقي العماري

تعليقات

مشاركات

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

إعلان طلبات النشر في مجلة كراسات تربوية. العدد (13) فبراير 2024

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي بعنوان: علوم التربية والترجمة: الواقع والآفاق. يونيو 2024

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

تخطيط التعلمات: نموذج جذاذة في مادة اللغة العربية

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

مجلس تدبير المؤسسة آلية للتأطير والتدبير التربوي والإداري

خلاصات

مشاركات

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

سوسيولوجيا الفيلم الوثائقي الواقعي -أسس وقضايا-

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

إعلان خلاصات2

مشاركات

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

الجزء الأول: قراءة في كتاب ''المسألة القروية في المغرب''. تأليف الدكتور عبد الرحيم العطري

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

تخطيط التعلمات: نموذج جذاذة في مادة اللغة العربية

إعلان خلاصات3

مشاركات

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

ندوة وطنية بالرشيدية حول موضوع : أولويات المدرسة المغربية لتحقيق رهانات التنمية

دعوة للمشاركة في تأليف كتاب جماعي تحت عنوان: " ديناميات وتحولات المجتمع المغربي "

خلاصات أخرى

المشاركات الشائعة

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

ندوة وطنية بالرشيدية حول موضوع : أولويات المدرسة المغربية لتحقيق رهانات التنمية

دعوة للمشاركة في تأليف كتاب جماعي تحت عنوان: " ديناميات وتحولات المجتمع المغربي "

إعلان خلاصات4

مشاركات

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

pub3