ضمن منشورات مجلة كراسات تربوية، كتاب بعنوان: منهاج اللغة العربية للسلك الإعدادي في مرحلة الميثاق الوطني للتربية والتكوين، دجنبر 2019
المؤلفة:
مراجعة وتقديم:
الكتاب في جزئين
مطبعة بنلفقيه، الرشيدية.
منهاج اللغة العربية للسلك الإعدادي
في مرحلة الميثاق الوطني للتربية والتكوين
-دراسة تحليلية تقويمية-
المؤلفة:
مراجعة وتقديم:
الكتاب في جزئين
مطبعة بنلفقيه، الرشيدية.
منهاج اللغة العربية للسلك الإعدادي
في مرحلة الميثاق الوطني للتربية والتكوين
-دراسة تحليلية تقويمية-
المؤلفة:
مراجعة وتقديم:
الكتاب في جزئين
مطبعة بنلفقيه، الرشيدية.
تقديم
هذا الكتاب بعنوان ″منهاج اللغة العربية للسلك الإعدادي في مرحلة الميثاق بالمغرب-دراسة تحليلية تقويمية-ʺ للدكتورة «رشيدة زنوحي»، عبارة عن رسالة دكتوراه في علوم التربية، نوقش بجامعة محمد الخامس بالرباط، كلية الآداب والعلوم الإنسانية سنة 2019. وهو من بين الدراسات النقدية الجادة الفريدة من نوعها موضوعا ومنهجا وأسلوبا، لأن المؤلفة اختارت ركيزة أساسية من المستجدات التربوية التي شكلت مرحلة حاسمة في تاريخ الإصلاح التربوي المغربي ألا وهو ʺالميثاق الوطني للتربية والتكوينʺ منذ سنة 2000، كما أنها ركزت في تحليل وتقويم تنزيل الميثاق على أهم المواد التعليمية بالسلك الإعدادي الثانوي وهي ʺاللغة العربيةʺ.
إن اختيار موضوع من هذا النوع، بالنسبة للدكتورة رشيدة، لم يكن اعتباطيا، وإنما نبع من هواجسها التربوية وانشغالاتها البيداغوجية باستمرار، باعتبارها مدرسة لمدة اللغة العربية للسلك الإعدادي الثانوي، و لكونها متتبعة لمستجدات الشأن التربوي باستمرار، وبحكم احتكاكها مع المنهاج الدراسي للمادة، وانفتاحها على مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومضامينه قراءة وكتابة. كل هذه المبررات والدوافع جعلت الأستاذة تطرح تساؤلات عدة ولدت لديها العديد من الشكوك المعرفية والعلمية والمنهجية حول ما تم التنظير له بخصوص أشكال التخطيط والتدبير والتقويم، والخطوط العريضة للمحتويات، والقيم الأساسية، والبيداغوجيات والطرق والتقنيات والأساليب... في الميثاق الوطني المغربي.
إن ما يميز هذه الدراسة القيمة هو اعتمدها
على مناهج منفتحة ومتكاملة، بدأ من المنهج الوصفي التحليلي من أجل الوقوف على
الظاهرة المدروسة وتفكيك مكوناتها وعناصرها وفك شفراتها، عبر الملاحظة والتحليل
والتفسير للتمكن من صياغة تعميمات شافية لضبط المتغيرات. إضافة إلى الجانب
الميداني من صلب الممارسة المهنية باعتماد المقابلات والاستمارات وتفريغها في
الجداول وتحليلها لصياغة استنتاجات علمية رصينة، بناء على الجوانب الكمية
والكيفية. كما اعتمدت الدكتورة رشيدة على المنهج المقارن في بعض جوانبه من خلال
مقارنة النتائج المتوصل إليها بين جميع الكتب المدرسية التسعة الخاصة باللغة
العربية للسلك الإعدادي مركزة على نفس المحددات الأساسية لكل كتاب.
تطرقت الدكتورة رشيدة زنوحي إلى مجموعة من الدراسات العربية والمغربية حول تحليل وتقويم الكتب الدراسة، واستخلصت أهم الأسس والبنيات والأساليب والتقنيات والمعاير العلمية لبناء وصياغة أي كتاب المدرسي. كما عملت على تحليل ومناقشة محتويات الكتب المدرسية المغربية التسعة-عينة الدراسة- الخاصة بالسنوات الثلاث للتعليم الإعدادي الثانوي، وركزت بالأساس على الشكل والمضمون والمنهج المعتمد، والطرق والتقنيات والأساليب الأساسية، ومنهجية التدريس والمكونات وموضوعاتها، وكل ما من شأنه أن يفيدنا في تكوين أفكار عامة وخاصة حول تنزيل مقتضيات الميثاق الوطني المغربي في ما يتعلق بالتحكم اللغوي في المستويات الثلاث بالسلك الإعدادي الثانوي.
إن عمليات وإجراءات الوصف والتحليل التي اعتمدت في هذه الدراسة لم تكن جامدة أو من أجل التحليل لذاته، بل تمت هذه العملية من خلال تفكيك النظري الوارد في مقتضيات الميثاق الوطني للتربية والتكوين ومدى تطبيقه على أرض الواقع، بل وانعكاسات كل ذلك على شخصية التلاميذ من حيث امتلاكهم للقدرات والمهارات في القراءة والتراكيب والصرف والتحويل والإملاء، وتجليات ذلك في التعبير شفوي وكتابي، بل إلى أبعد من ذلك، خاصة ما يتعلق بامتلاك القيم والأخلاق والمبادئ الأساسية التي أقرها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، وامتلاك اللغة والثقافة المحلية، والانفتاح على اللغة والثقافة الأجنبية.
مكنت عمليات وإجراءات الوصف والتفكيك والتحليل والمناقشة والمقارنة، الدكتورة رشيدة زنوحي، من بناء شبكات متنوعة خاصة بالتقويم تتأسس على معايير ومؤشرات واضحة المعالم، وذلك للتعرف على مدى تحقيق الأهداف والمبتغيات الكبرى والصغرى التي رسمها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، بعد مرور عشرية الإصلاح التي انطلقت منذ سنة 2000، خاصة على مستوى التحكم اللغوي بالسلك الإعدادي الثانوي في مادة اللغة العربية بمستوياته الثلاث. وقد توصلت الدكتورة بفعل هذه الشبكات التقويمية إلى استخلاص نتائج قيمة تتعلق بالمضمون ونوعيته، والمنهج ومصداقيته، والبيداغوجيات ومدى توافقها مع الخصوصيات النمائية للتلاميذ، وأشكال التخطيط والتدبير و أنواع التقويمات المستعملة واستجابتها وقابليتها للتطويع حسب الفئات المستهدفة، وغيرها من النتائج المتميزة.
وقد عملت الباحثة رشيدة زنوحي في آخر الدراسة على اقتراح بدائل تراها مناسبة من أجل التمكن من تعزيز تدريس مادة اللغة العربية بالسلك الإعدادي الثانوي، والرفع من درجة التحكم اللغوي لدى التلاميذ، بما يعزز قيمة الهوية اللغوية الوطنية لبناء مواطن صالح يعرف حقوقه وواجباته، وقادر على الاندماج في الحياة الاجتماعية، والتمكن من ضبط والتحكم في اللغة العربية الأم والانفتاح على اللغات الأخرى باختلاف أنواعها وأشكالها وجنسياتها.
إن هذا العمل الذي أبدعت وتفننت في إنجازه الدكتورة رشيدة زنوحي ليس بالعمل السهل، ولم يخرج إلى الوجود إلا بفعل مجهود جبار وعناء متواصل، على مستوى الإعداد والإنجاز والتقويم وحتى التتبع الدائم. فالدكتورة رشيدة زنوحي جمعت بين التنظير الذي راكمته طول مسار الدراسة والبحث الذاتي المتواصل، كذلك خبرتها المهنية كأستاذة لمادة اللغة العربية بالتعليم الإعدادي الثانوي لمدة طويلة، فهي لم تدخر جهدا في البحث والتقصي، والسفر والتحول الدائم، من مدينة إلى أخرى، من أجل الالتقاء بالمختصين والمهتمين واستفسارهم حول قضايا ظلت شائكة وشغلت اهتمامها طول أطوار البحث.
الصديق الصادقي العماري
مدير ورئيس تحرير مجلة كراسات تربوية
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنكم كتابة تعليق كقيمة تفاعلية مع الموضوع: إضافات، أو تساؤلات، أو انتقادات علمية، أو توجيهات، أو ملاحظات....