برنامج فنون الفرجة الشعبية.الحلقة11: شعرية فرجة ذوي منيع بتافيلالت.ضيف الحلقة الشاعر: إبراهيم الزياني

 برنامج فنون الفرجة الشعبية

الحلقة 11

موضوع الحلقة: شعرية فرجة ذوي منيع بتافيلالت

  

ضيف الحلقة الشاعر: إبراهيم الزياني من مدينة أرفود

إعداد وتقديم: الصديق الصادقي العماري


برنامج فنون الفرجة الشعبية

الحلقة 11

موضوع الحلقة: شعرية فرجة ذوي منيع بتافيلالت

ضيف الحلقة الشاعر: إبراهيم الزياني

إعداد وتقديم: الصديق الصادقي العماري

على إذاعة صوت ورززات


 

 مباشر / كل التلاثاء / 9 ليلا/ برنامج فنون الفرجة الشعبية / مع الصديق العماري الصادقي/ شعرية فرجة ذوي منيع بتافيلالت/ بمشاركة الشاعر إبراهيم الزياني.

 التسجيل الكامل للحلقة

 

حول قبائل ذوي منيع:

إن أغلب القبائل العربية الموجودة بالشمال الافريقي تنحدر من أصول ثلاث وهي: "بنو هلال بن عامر بن صعصعة، وجماعة بني سليم بن منصور، وجماعة بني معقل"[1]. وقد دخلت الجماعتان (بنو هلال وبنو سليم) إلى إفريقيا منذ 1048م، إذ قبل ذلك كان بنو هلال" يقطنون بناحية الطائف بشبه الجزيرة العربية، و بنو سليم بأحواز المدينة المنورة، ثم انتقل الفريقان الى البحرين وعمان.[2]

واهتمت القبائل المنضوية تحت هذين الفريقين بالترحال والحياة الرعوية، إذ حاول الموحدون تحويل هذه القبائل من النشاط الأول إلى حياة الاستقرار والتمدن، غير أن هذه المحاولة لم تستقر بسبب التقلبات السياسية والضغط الاقتصادي الذين مارسهما بنو هلال. والجدير بالذكر أن قسما من تلك القبائل عانق دعوة الفاطميين، فنقلهم هؤلاء إلى شرق النيل، ولما ساءت العلاقة بين المعز بن باديس الصنهاجي والمستنصر الفاطمي، وتنصل المعز من دعوتهم، عمل المستنصر على ترحيل قبائل بني هلال ( ذوي منيع، العمور، وأولاد جرير) إلى أفريقيا حتى يقضوا على الصنهاجيين، وقد أعجب هؤلاء العرب بخصوبة أفريقيا. ونزل بنو سليم بليبيا، واستقر بنو هلال بالجزائر ثم انتقلوا بعد ذلك إلى المغرب[3].

التسجيل الكامل للحلقة

وكان من بين هذه القبائل قبيلة ذوي منيع" التي نزلت بالمغرب الشرقي بمنطقة تافيلالت، والتي تعتبر من أهم قبائل بني هلال، وصلت إلى شمال أفريقيا مع جماعة بني سليم بن منصور" وجماعة بني معقل". فقبيلة "ذوي منيع" هي إحدى فروع الجماعة الهلالية، من عامر بن صعصعة، وهي من فصائل الأثبج: علوان بن محمد بن لقمان بن خليفة بن لطيف بن هندج بن مشرق بن أثيج.[4]

فبعد هجرة قبيلة ذوي منيع من المشرق العربي ضمن القبائل المنضوية تحت جماعة بني هلال، استقرت بالجنوب الغربي للجزائر بمنطقة الساورة وتحديدا بقرية العبادلة، وبعد ذلك انتقل جزء منها إلى منطقة سجلماسة، لترحل من جديد إلى منطقة المغرب الشرقي وتحديدا قرية عين الشواطر بإقليم فكيك، حيث تعتبر قرية عين الشواطر مقرا إداريا لقبيلة ذوي منيع، بها يجتمع جل أبناء القبيلة، وبها توجد قياداتها متمثلة في قائد الجماعة القروية[5].


تبعد قرية عين الشواطر" عن عمالة بوعرفة بإقليم فكيك بحوالي 149 كلم، وهي منطقة صحراوية جبلية، تقل بها الأمطار، تتكون من تضاريس معقدة، تحدها شرقا جبال العمور وبني سمير وجبال الأطلس، وغربا دائرة بوعنان، وشمالا معذر زولاي"، وجنوبا وادي ززفانة. وتتخلل هذه الجبال منخفضات أهمها منخفض وادي تسرفين، ومنخفض فكيك، وتعتبر تضاريس المنطقة من أهم العوامل التي تتحكم في مناخها القاري، الذي يتميز بالبرد القارس شتاء، والحرارة المفرطة صيفا. وتعرف المنطقة أمطارا عاصفية في فصل الشتاء خاصة في الواجهة الشمالية، وتقل كلما اتجهنا نحو الواجهة الجنوبية، ويخترق المنطقة وادي كير الذي يعتبر المورد الأساسي لسكان المنطقة للتزود بالمياه.

تعتبر عين الشواطر" بإقليم فكيك مقرا لقبيلة بني منيع، وتضم هذه القرية ثلاث قبائل هي: ذوي منيع و الحجوي و الشواطر. وقد استقرت بها القبيلة بعد مجيئها ومغادرتها لقرية أم فيس الموجودة قرب تافيلالت. والقبيلة تضم خمس فصائل أو أفخاد كبرى، ويتفرع عن كل فخد عدد من الفروع. وهذا هو سر تسمية القبيلة بقبيلة خمس أخماس وهو الاسم الثاني لها، وهذا لا يعني أن القبيلة تكونت عن طريق التحالف و الانصهار.[6]

   

تعتبر قبيلة ذوي منيع من أهم قبائل المغرب الشرقي، وقد أخذت القبيلة هذا الاسم نسبة إلى جدها الأكبر مناع(عبد الله الورغيني ويلقب بعبد الله رجل الجمال). وأما عن تسميته هذه فيحكى أنه "خلال نهاية القرن 13 عشر غادر عبد الله الورغيني الينبوع على رأس عشيرته متوجها نحو سجلماسة، حيث التقى بالشريف الفلالي مولاي الحسن الأول، وفي طريقهما اعترضتهما عصابة من اللصوص وقطاع الطرق، وحمله عبد الله على كتفه. و أثناء عملية المطاردة بدأ الشريف يردد: امنع امنع امنع... يا مناع. فمنذ ذلك الوقت لقب الورغيني بمناع وعرفت قبيلته باسم ذوي منيع"[7]، فقد استقرت القبيلة بعد مجيئها من الينبوع بالجنوب الغربي للجزائر، ثم انتقل بعضها، عن طريق الرعي والترحال، إلى منطقة سجلماسة، لينتقلوا من جديد إلى منطقة كير بالمغرب الشرقي والجنوب الغربي للجزائر، حيث استقروا على طول الشريط الذي يربط بين قرية عين الشواطر ومنطقة العبادلة بولاية بشار الجزائرية.

ü المكونات الثقافية والفكرية

قبيلة ذوي منيع، كغيرها من القبائل الأخرى، اهتمت بالشعوذة والطقوس...، والتي كانت تنبع من عاداتها وتقاليدها المحلية، من خلال علاقاتها مع الزوايا التي كانت تنشط بالمنطقة، وكذا الخرافات القديمة التي رأت فيها مرجها وحلا لجل مشاكلها، كما اهتمت وبشكل ملفت للنظر بالطب الشعبي والتداوي بالأعشاب، على حد تعبير الأستاذ عبد الحميد يونس لما كانت الأمراض تبدو عند بعض الناس على أنها من تأثير كائنات خارقة وغير منظورة".[8] إضافة إلى التشبث بالعادات والتقاليد و لو كان على حساب أمر أخر، حيث تقدس هذه القبيلة عاداتها وتقاليدها التي تؤسس للعلاقات بين أفرادها، وتعتبرها الخيط الناظم بين كل أعضاء القبيلة، والخروج عن منظومة القيم هذه يعتبر خرقا لقوانين القبيلة وتحد لكل رجالاتها، إذ ما من أسرة أو عشيرة أو أمة إلا ولها احترامها لعاداتها وتقاليدها وطقوسها"[9]، ويتجلى ذلك أساسا في العقلية الساذجة لأبناء القبيلة من ميل إلى الشعوذة وإيمانها بقيمة وفعالية الطقوس، إذ كانت تلك الممارسات بمثابة الوسيلة الوحيدة للتعبير عن الخلجات والأفكار والأحاسيس، كما كانت المجال الوحيد لتفجير المكبوتات والضغوطات. ولعل المرأة المنيعية خير ممثل لذلك، حيث كانت تنتظر تلك المواسم والأعياد لتغيير الوضعية التي تعيشها بفعل الضغط المفروض عليا جراء قيود المجتمع الذكوري، ووسيلة لمعانقة العالم الخارجي. 

  

كذلك اهتمت القبيلة، منذ القدم، بالجانب الفني والأدبي، خاصة الأدب الشفوي، ومنه الشعر والحكايات الشعبية، والرقص والموسيقى....إذ كان يعتبر الشعر عندهم مميزا للصدق والأصالة، وهو يعتمد تارة على القافية واختلافها تارة أخرى، وهي قافية خاصة بهذا النوع. أما من حيث المواضيع نجد المواضيع العاطفية، ومواضيع الزواج والطلاق.... و كل ما له علاقة بقضايا قبيلتهم من حيث الوضع المعيشي كالفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية وغيرها، بالاعتماد على الغزل والوصف والهجاء. فقد كان الشعر أهم ما أنتجه أبناء القبيلة، إذ كان يعتبر بمثابة رصيدهم الفكري والأدبي، ولهذا الشعر بحور وأوزان خاصة به: الماي الطير، درجات الطير، الطير وما درج، الرسم، والدهكيلة بورجيلة"[10].

ومن بين اهتمامات أبناء القبيلة أيضا في المجال الفني نجد الرقصات الجماعية ذات التعبير الإنساني، والتي تعبر عن ظروف اجتماعية خاصة، وتتجسد في الأفراح والمناسبات. فالرقص عند قبيلة ذوي منيع فن رفيع يستجيب للظروف والمناسبات الطبيعية والاجتماعية"[11]. إذ تتعدد الرقصات عند هذه القبيلة إلى رقصة العامة، ورقصة العلاوي، ورقصة هوبي، وباستثناء رقصة هوبي فإن باقي الرقصات تكون بواسطة الرجال فقط. في حين رقصة هوبي تتم بواسطة الرجال والنساء، وذات أهمية بالغة في نفوس أبناء القبيلة.

1.   فرجة هوبي" شكل من الأشكال الفرجوية بتافيلالت

إن الحديث والخوض في التراث الثقافي للفرجات الفيلالية يرتبط باستحضار «تافيلالت» العريقة بوصفها فضاء ثقافيا رحبا  له امتداداته التاريخية والجغرافية الضاربة في عمق التخوم الجنوبية الشرقية للمغرب. فالفرجات الفيلالية، مثلها مثل الفرجات الإنسانية بشكل عام، تتخذ أشكالا وصيغا متنوعة، وتتمظهر في شكل طقوس وشعائر أو احتفالات أو أعياد، كما يمتزج فيها الرقص بالغناء والإنشاد، وتعتمد اللغات والوسائل التعبيرية بما فيها الكلمة سواء كانت حكيا أو شعرا أو زجلا، إضافة إلى الإيقاع والجسد.

   

فالتراث الفيلالي يزخر بالعديد من الأشكال و المظاهر الفرجوية الشعبية، إذ أن لكل منطقة من تافيلالت لها شكلها الذي يميزها، حيث نجد أن هناك تشابه و تقاطع واختلاف في بعض المناطق. والمتمعن في حقيقة فنون الفرجة الشعبية بتافيلالت يجدها تخضع لإعداد و تنظيم وتسيير وتنسيق محكم وفق قواعد وقوانين مضبوطة متفق عليها من قبل الفرق و الجماعات التي تقدمها، من حيث النص المرتجل وطريقة العرض و نوع اللباس والتقنيات والوسائل، وكذلك الزمان والمكان.

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الفنون الفرجوية تحمل في طياتها التسلية و المرح، و الجد والهزل والخرافة أحيانا، و أحيانا أخرى تثير الاندهاش والاستغراب، غير أننا نجد أن هذا الفن في مجمله يعرف التهميش والقدح أحيانا في ثقافة الحس المشترك عند البعض، مما يفتح المجال في هذه المناسبة العظيمة للدعوة إلى  ضرورة البحث والدراسة في خبايا هذا الفن العريق لاختراقه من قبل الباحثين والدارسين المتخصصين في الأدب و التراث وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا وغيرها من التخصصات، من أجل خلخلته وتصفيته وتحديد منطلقاته ورسم معالمه الجديدة بما يعود بالنفع على العنصر البشري الفيلالي وكذا الحفاظ على الموروث الثقافي بما يضمن استدامته.

و من المعلوم أن التراث الفيلالي، بشكل عام، غني بأنواعه وأشكاله، لكن يمكن تحيد الفرجات عند قبيلة ذوي منيع في ثلاثة أشكال كبرى تجتمع في فرجة هوبي هي: فرجات طقوسية، و فرجات جسدية، و فرجات إيقاعية. و يقصد بها مجتمعة، تلك التي تندرج في صلب الحدث الديني أو الاجتماعي المرتبط بالحياة اليومية أو بالفترات الزمنية الحاسمة في معيش الإنسان المنيعي، وهي تقسم إلى فرجات ذات طابع روحي أو ديني، وتندرج ضمنها طقوس الزوايا، وهناك فرجات تتخذ طابعا سوسيولوجيا وتندرج في صلب بعض الأشغال الموسمية للإنسان في علاقته بأرضه وبمعيشته.

   

أما الفرجة تحمل معنى إحداث تأثير في النفس والآخرين، و انكشاف الغم ومشاهدة ما يتسلى به[12].  فالفرجوي هو ما يثير الحواس، وما يثير اهتمام ذاك الذي يشاهد أو يسمع بسبب خاصية لا يومية...... أو مظهر خارق غير منتظر. وقد أكد الدكتور «حسن  يوسفي»، في كتابه (المسرح والفرجات) أن الفرجوي له خصائص تلازمه، وذكر من بينها: "الفرجوي يتميز ببعده التاريخي، فمحتوياته وأشكاله تتغير بتغير العصور، ذلك لأن له علاقة بالمعيش بالسياق السياسي والاجتماعي، بتاريخ الذوق والحساسيات والأيديولوجيا... الفرجوي غالبا ما يكون مرئيا، لكنه قد يكون مسموعا أيضا..، والفرجوي نقيض المعرفي أو العقلاني، فهو ليس لحظة تأمل لأن أثره يجمد الوعي والفكر، ولا يسمح في لحظة التنفيس بوقت التفكير....."[13].

وقد درس المؤلف، في نفس المرجع، الفرجوي بين المصطلح والدلالة، وذهب إلى أن الفرجوي استعمل من زاوية أنه صفة وموصوف في نفس الآن، واستعماله بالصيغة الأولى أقدم بكثير من استعماله بالصيغة الثانية.. "وقد استُعمل الفرجوي بمعنى ما يعرض أو يقدم للمشاهدة بكيفية مثيرة وغير عادية. وبهذا المعنى استغل في المدونة اليومية، حيث غالبا ما أُسندت صفة (فرجوي) لحادثة أو عملية تحقيق، أو ندوة صحفية، أو مقابلة رياضية"[14].  وقد اتخذ الفرجوي في هذا السياق اليومي دلالتين متعارضتين: إحداهما قدحية ترى أن «الفرجوي» هو ما يثير من دون أن تكون له أي فائدة، والثانية إيجابية وتربطه بما يثير المفاجأة والإعجاب نظرا لأهميته أو سرعته أو اتساعه. هذا، علاوة على كون الفرجوي قد تحول إلى صيغة تقنية في بعض السياقات الدقيقة، كالسياق الطبي، حيث يعبر الأطباء عن الجرح البارز أو الخارجي بالجرح الفرجوي كمقابل للجرح الداخلي.

 

وإذا كانت الدلالة اللغوية للفرجوي انطلاقا من أنه صفة قد جعلته مفتوحا على مدونات مختلفة، فإن استعماله كموصوف، والذي يعود -بحسب بعضهم- إلى بداية الأربعينيات من القرن الماضي، "كان فاتحة لإدخاله في المجال الاصطلاحي، وبالتالي ربطه بمجاله الطبيعي الذي هو الفرجة"[15].

رقصة هوبي" أحد مظاهر هذه الأشكال التعبيرية الشعبية التي تشكل جزءا هاما في المنظومة الفكرية للإنسان، كغيرها من الأشكال الأخرى، (الشعر  الأمثال، الألغاز، الرقص، الأغاني، الأناشيد، الحكايات، الأساطير، المعتقدات، العادات، التقاليد، وفي غيرها من الصنائع والحرف واللباس وطرق الأكل، والشعائر وما يرافقها من طقوس..)، التي تحدد الأسس العقائدية والمعرفية والثقافية والتاريخية والأيديولوجية التي راهن عليها الإنسان منذ القديم، والتي بدأت ملامحها مع بداية الإنسان، وتشكّل المجتمع في أي منطقة، ثم تطورت بتطور هذا الإنسان حتى اكتملت في صورتها المعروفة اليوم.

 



[1]إبراهيم حركات، المغرب عبر التاريخ، الجزء الأول، دار الرشاد الحديثة، الدار البيضاء، 1984م، ص 239.

[2]إبراهيم حركات، نفس المرجع، ص 274.

[3] إبراهيم حركات، المرجع نفسه، 274.

[4] بنعلي محمد بوزيان، واحة فكيك، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، 1987م، ص 65.

[5]بنعلي محمد، المرجع نفسه. ص 2.

[6] العريج المختار، دراسة ميدانية ونظرية في شعر قبيلة ذوي منيع، مطبعة النجاح، الدار البيضاء، 1984م، ص19.

[7] بنعلي محمد بوزيان، واحة فكيك، ص2.

[8]عبد الحميد يونس، التراث الشعبي، دار المعارف، القاهرة، 1991م، ص52.

[9] عبد الحميد يونس، المرجع نفسه، ص 11.

[10]عبد الحميد يونس، التراث الشعبي، ص 44.

[11]عبد الحميد يونس، المرجع نفسه، ص 44.

[12]خالد أمين، رهانات دراسات الفرجة بين الشرق والغرب، مداخلة في كتاب السرديات وفنون الأداء، وقائع الملتقى العالمي: 18 و19 و20 أكتوبر، المهرجان الوطني للمسرح، الجزائر، 2010، ص 130.

[13]حسن يوسفي، المسرح والفرجات، منشورات المركز الدولي لدراسات الفرجة ، طنجة، 2012، ص 14-15،

[14]حسن يوسفي، المسرح والفرجات، ص 12.

[15]حسن يوسفي، المرجع نفسه، ص 12. 

   

.....................

#الصديق_الصادقي_العماري(هاشتاغ)

........................

. موقع الأستاذ الصديق الصادقي العماري

 212664906365+ adkorasat1@gmail.com

تعليقات

  1. إن الحديث والخوض في التراث الثقافي للفرجات الفيلالية يرتبط باستحضار «تافيلالت» العريقة بوصفها فضاء ثقافيا رحبا له امتداداته التاريخية والجغرافية الضاربة في عمق التخوم الجنوبية الشرقية للمغرب. فالفرجات الفيلالية، مثلها مثل الفرجات الإنسانية بشكل عام، تتخذ أشكالا وصيغا متنوعة، وتتمظهر في شكل طقوس وشعائر أو احتفالات أو أعياد، كما يمتزج فيها الرقص بالغناء والإنشاد، وتعتمد اللغات والوسائل التعبيرية بما فيها الكلمة سواء كانت حكيا أو شعرا أو زجلا، إضافة إلى الإيقاع والجسد.

    ردحذف
  2. فالتراث الفيلالي يزخر بالعديد من الأشكال و المظاهر الفرجوية الشعبية، إذ أن لكل منطقة من تافيلالت لها شكلها الذي يميزها، حيث نجد أن هناك تشابه و تقاطع واختلاف في بعض المناطق. والمتمعن في حقيقة فنون الفرجة الشعبية بتافيلالت يجدها تخضع لإعداد و تنظيم وتسيير وتنسيق محكم وفق قواعد وقوانين مضبوطة متفق عليها من قبل الفرق و الجماعات التي تقدمها، من حيث النص المرتجل وطريقة العرض و نوع اللباس والتقنيات والوسائل، وكذلك الزمان والمكان.

    ردحذف
  3. ″رقصة هوبي" أحد مظاهر هذه الأشكال التعبيرية الشعبية التي تشكل جزءا هاما في المنظومة الفكرية للإنسان، كغيرها من الأشكال الأخرى، (الشعر الأمثال، الألغاز، الرقص، الأغاني، الأناشيد، الحكايات، الأساطير، المعتقدات، العادات، التقاليد، وفي غيرها من الصنائع والحرف واللباس وطرق الأكل، والشعائر وما يرافقها من طقوس..)، التي تحدد الأسس العقائدية والمعرفية والثقافية والتاريخية والأيديولوجية التي راهن عليها الإنسان منذ القديم، والتي بدأت ملامحها مع بداية الإنسان، وتشكّل المجتمع في أي منطقة، ثم تطورت بتطور هذا الإنسان حتى اكتملت في صورتها المعروفة اليوم.

    ردحذف
  4. كذلك اهتمت القبيلة، منذ القدم، بالجانب الفني والأدبي، خاصة الأدب الشفوي، ومنه الشعر والحكايات الشعبية، والرقص والموسيقى....إذ كان يعتبر الشعر عندهم مميزا للصدق والأصالة، وهو يعتمد تارة على القافية واختلافها تارة أخرى، وهي قافية خاصة بهذا النوع. أما من حيث المواضيع نجد المواضيع العاطفية، ومواضيع الزواج والطلاق.... و كل ما له علاقة بقضايا قبيلتهم من حيث الوضع المعيشي كالفلاحة والتجارة والصناعة التقليدية وغيرها، بالاعتماد على الغزل والوصف والهجاء. فقد كان ″الشعر أهم ما أنتجه أبناء القبيلة، إذ كان يعتبر بمثابة رصيدهم الفكري والأدبي، ولهذا الشعر بحور وأوزان خاصة به: الماي الطير، درجات الطير، الطير وما درج، الرسم، والدهكيلة بورجيلة"[10].

    ردحذف
  5. إن رقصة هوبي هي العمدة الأساسية، كشكل من أشكال التعبير عن المشاعر والأحاسيس والخلجات، داخل المجتمع المنيعي، سواء في الاحتفالات العادية أو المناسبات الدينية أو الوطنية، إضافة إلى مجموعة من العادات والتقاليد والأعراف المتوارثة، المكونة للمتن الأدبي-الفني لدى المجتمع المنيعي، وخصوصا العرس كطقس انتقالي تتمظهر فيه كل تلك التقاليد منذ الخطبة حتى طقوس الزفاف، وقد أصبحت الاحتفالات الانتقالية خاصة لا تستقيم إلا برقصة هوبي، إذ لا احتفال بدون رقصة هوبي.

    ردحذف
  6. ارتبطت الثقافة الشعبية في مختلف مظاهرها (الرقص، الموسيقى، التمثيل، الشعر....إلخ) بالدين منذ طفولة البشرية ومهد الفنون، وأن ما نراه اليوم ليس من مبتكرات هذا العصر أو ذاك، وإنما هي أشكال تعبيرية قديمة قدم تعاطي الإنسان للفن واحتياجه إلى التعبير عما يجيش في نفسه من مشاعر وأحاسيس وآمال وطموح وأهواء، غير أن الناس تختلف في النظر إلى وظيفتها: من المتعة الفنية إلى الحقيقة التاريخية إلى ترميم الذات أو الذاكرة، أو وسائل أخرى تؤدي إلى ترقية المجتمع وتطوره بما تحمله من قيم وعادات وتقاليد ومعتقدات.

    ردحذف

إرسال تعليق

يمكنكم كتابة تعليق كقيمة تفاعلية مع الموضوع: إضافات، أو تساؤلات، أو انتقادات علمية، أو توجيهات، أو ملاحظات....

مشاركات

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

إعلان طلبات النشر في مجلة كراسات تربوية. العدد (13) فبراير 2024

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي بعنوان: علوم التربية والترجمة: الواقع والآفاق. يونيو 2024

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

تخطيط التعلمات: نموذج جذاذة في مادة اللغة العربية

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

مجلس تدبير المؤسسة آلية للتأطير والتدبير التربوي والإداري

خلاصات

مشاركات

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

سوسيولوجيا الفيلم الوثائقي الواقعي -أسس وقضايا-

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

إعلان خلاصات2

مشاركات

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

الجزء الأول: قراءة في كتاب ''المسألة القروية في المغرب''. تأليف الدكتور عبد الرحيم العطري

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

تخطيط التعلمات: نموذج جذاذة في مادة اللغة العربية

التربية الجمالية بالمدرسة الابتدائية

إعلان خلاصات3

مشاركات

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

ندوة وطنية بالرشيدية حول موضوع : أولويات المدرسة المغربية لتحقيق رهانات التنمية

دعوة للمشاركة في تأليف كتاب جماعي تحت عنوان: " ديناميات وتحولات المجتمع المغربي "

خلاصات أخرى

المشاركات الشائعة

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

جماليات التلقي من أجل تأويل النص الأدبي/الصديق الصادقي العماري

ندوة وطنية بالرشيدية حول موضوع : أولويات المدرسة المغربية لتحقيق رهانات التنمية

دعوة للمشاركة في تأليف كتاب جماعي تحت عنوان: " ديناميات وتحولات المجتمع المغربي "

إعلان خلاصات4

مشاركات

سوسيولوجيا السينما: الصورة والمجتمع

جماليات التلقي في فنون الأداء :المسرح والسينما نموذجا

إيقاعات التعلم وأنماطه: من الفروقات الفردية إلى تحقيق نفس الأهداف. الصديق الصادقي العماري

المقاربة بالكفايات ونظريات التعلم

أخطاء الممارسة المهنية، الفرق بين الجذاذة والبطاقة التقنية. الجزء الثاني

دعوة للمشاركة في كتاب جماعي في موضوع: "الثقافة الشعبية والتراث المحلي بالمغرب الواحي: إشكالات ومقاربات" تنسيق: د. عبد القادر محمدي

pub3