برنامج فنون الفرجة الشعبية:
الحلقة1: فن البلدي بمطقة تافيلالت
إعداد وتقديم:
الصديق الصادقي العماري
توطئة
يعد التراث الثقافي نشاطا نابعا من اللاشعور الجمعي، عنه تصدر الأفعال والتعبيرات الواعية التي لا يمكن إدراك مغزاها إلا إذا بحثنا عن جذورها النفسية. والغاية المتوخاة من الاهتمام بالتراث، تكمن في كونه يحتل قيمة في ذاته وفي سياقه الحضاري، وفي كونه يعكس قدرات مبدعيه وعلمائه وممارسيه، وما يمثله بالنسبة لوجودهم في حياتهم الخاصة والعامة. ولهذا تشكل الثقافة الشعبية الجزء الأوفر من مكونات تراثنا الثقافي والفني والفكري، لاسيما أن السواد الأعظم من الناس يتمسك بهذا النوع من الثقافة، لأنه قريب إلى تكوينها العامي ولغتها العامية ومخيالها البسيط المرتكن إلى الحكمة والتجربة والمراس والأمثال والفكاهة.
ومن هذا المنطلق يمثل التراث الثقافي اللامادي بالمغرب إبداعا إنسانيا عريقا يقوم على طقوس كلامية تتصل بالحياة اليومية، وترسم في غناها وتنوعها العديد من الدلالات والمعاني الرمزية التي تنمو وتتحول داخل وجدان جمعي مشترك، وفي عمق هذا التراث تشتغل مجموعة من الأشكال الشفهية على الذاكرة واللسان بوصفهما يشكلان الحافظة الجمعية التي بات الاعتماد عليها أمرا ضروريا لصون هذه الإبداعات القولية، في غياب حركة تدوين حقيقية قادرة على تحويل الخطاب اللساني من مجال التداول الشفهي إلى إطار التلقي المكتوب. بيد أنه لماما ما يعترف للمأثورات الشفهية البسيطة بمزاياها في الأوساط الأدبية الكلاسيكية التي ترفض اعتبارها إبداعا خلاقا يستحق العناية، وموقف الرفض هذا قد أعاق صيانة وانتشار وتألق هذه الأشكال.
يعتبر فن البلدي ( عروض البلد) أبرز أنماط التعبير الشفهي بتافيلالت ارتباطا بمدى انتشاره المجالي الممتد من شرفاء القصابي و ميسور شمالا الى قصور تافيلالت جنوبا و من تنغير غربا الى بشار بالجزائر شرقا و اتساع و تنوع قاعدة عشاقه من الصغار و الشباب و الكبار ذكورا
هذا الفن الواحي بامتياز نشأ من تربة و رمال و طين ” لبلاد ” و ترعرع بين أحضان نخيل مدغرة و تافيلالت و ارتوى من زيز و غريس. فقد عاش البلدي رديفا للملحون و يمكن الحديث عن هوية وشخصية البلدي خلال أربعينيات القرن 20م مع محمد باعوت ( بمفهوم الاستحداث حسب الأستاذ
على مستوى بنية الاغنية اعتمد النظام على مفهوم ( الحبة) اي جملة لحنية تنسج على منوالها كلمات بسجع بسيط تفصل بينها اللازمة و بشكل نادر على القصيدة الزجلية (المزوكي , الميسوري, النكادي, الشطيبي خاصة بمنطقة الجرف), و لهذا نجد ان كلمات البلدي تتكرر في اغاني متن
إعداد وتقديم:
الصديق الصادقي العماري
................................................
موقع الأستاذ الصديق الصادقي العماري
212664906365+ adkorasat1@gmail.com
تعليقات
إرسال تعليق
يمكنكم كتابة تعليق كقيمة تفاعلية مع الموضوع: إضافات، أو تساؤلات، أو انتقادات علمية، أو توجيهات، أو ملاحظات....