برنامج فنون الفرجة الشعبية
إعداد وتقديم: الصديق الصادقي العماري
إذاعة صوت ورززات
الحلقة8: شعرية فن الملحون بتافيلالت
ضيف الحلقة: الدكتور سالم عبد الصادق
توطئة يرجع العلامة ابن خلدون تاريخ ظهور فن الملحون إلى عهد الموحدين، وذلك في خلال القرن السابع الهجري، وقد ظهر في مدينة تافيلالت لينتقل بعد ذلك الى كل من فاس ومكناس ومراكش وسلا، حاملاً معه تراثاً يختزل الثقافة المغربية بكل تفاصيلها، من عربي وأمازيغي وأفريقي وأندلسي.
تميز قصيدة الملحون بتعدد أغراضها واختلافها، وتمسكها بجمالية النظم واختيار الكلمات الدالة على فحوى الموضوع، فكل عشاق هذا الفن الأصيل يشيدون بالكلمة الراقية والحِكم التي تقدمها القصائد. لذلك تجد أنه من بين أغراض قصائد الملحون ما يسمى بالتوسل، وهو الشعر الديني الذي يناجي فيه العبد خالقه جل جلاله.
وهناك قصائد يطلق عليها "المحمديات" أو "صاح آل البيت" وهي التي يكون غرضها مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وصالح أهل بيته، هذا بالإضافة إلى قصائد الغزل، و"ذهبيات" وهي أشعار تخصص لوصف غروب الشمس، والـ"ربيعيات" وتتخصص في وصف الربيع، إضافة إلى الفكاهيات والخمريات، التي يطلق عليها أهل هذا الفن اسم "الدالية".
تمتع الملحون بأجواء وطقوس خاصة يخلص كل محبيه على الحفاظ عليها، إذ لا يكتمل الاستماع والاستمتاع بالملحون إلا بحضور كؤوس الشاي المغربي والحلويات. وكانت جلسات النزاهة- خروج الناس للاستماع بحدائق وبساتين مراكش وقضاء يوم كامل هناك- بلا معنى بدون أغاني الملحون، وأيضاً فإن جلَّ جلسات الأنس والتسامر بالرياضات- المنازل المغربية العريقة- يكون فيها الملحون زاد هذه الجلسات. فالمحلون يعد فناً نخبوياً، لا يحتاج الى الجمهور الكبير بقدر ما يبحث منشدوه عن المتذوق لهذا النوع من الفن.
ومن أكبر شعراء الملحون الذين تتم تسميتهم في حضيرة هذا الفن أو شيوخه، مثلما يطلق عليهم بـ"حضرة الملحون"، نذكر التهامي المدغري وسيدي قدور العلمي والجيلالي متيرد ومحمد بن علي ولد الرزي ومحمد بن سليمان وأحمد الغربلي ومحمد الگندوز وإدريس بن علي، الحسين التولالي وغيرهم كثير.
تميز قصيدة الملحون بتعدد أغراضها واختلافها، وتمسكها بجمالية النظم واختيار الكلمات الدالة على فحوى الموضوع، فكل عشاق هذا الفن الأصيل يشيدون بالكلمة الراقية والحِكم التي تقدمها القصائد. لذلك تجد أنه من بين أغراض قصائد الملحون ما يسمى بالتوسل، وهو الشعر الديني الذي يناجي فيه العبد خالقه جل جلاله.
ردحذفوهناك قصائد يطلق عليها "المحمديات" أو "صاح آل البيت" وهي التي يكون غرضها مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وصالح أهل بيته، هذا بالإضافة إلى قصائد الغزل، و"ذهبيات" وهي أشعار تخصص لوصف غروب الشمس، والـ"ربيعيات" وتتخصص في وصف الربيع، إضافة إلى الفكاهيات والخمريات، التي يطلق عليها أهل هذا الفن اسم "الدالية".
ردحذفأمتعت قصائد "الملحون" جمهورا مغاربيا عريضا، طيلة قرون، لكن هذا اللون الشعري والغنائي صار مثارا للجدل، في الآونة الأخيرة، بعدما تضاربت الآراء حول أصله، أي ما إذا كان مغربيا أم إنه جزائري؟ أو أنه مزيجٌ مغاربي منهما معًا.
ويقومُ هذا الفن على أداء قصائد طويلة من شعر "الملحون"، تمتزج فيها اللهجة العامية بالعربية الفصحى، وغالبا ما تكون مصحوبة بإيقاع موسيقي خفيف، وفي المغرب، برع في هذا الفن، مطربون مثل الحسين التولالي من مدينة مكناس، وسط المملكة.
أصل اسم الملحون : هناك عدة شروح للفظ الملحون في المعاجم العربية، منها أن كلمة اللحن تعني الخطأ في الكلام ، كما تعني الكلام الرديء، واللحن في الكلام الفصاحة وحسن نظم الكلام وتقديم الحجة والتنغيم ، ولحون العرب طرقها في الكلام ، واللحن والتلحين حسن الصوت والشجى، والتلحين أي التأليف الموسيقي. ونرجح أن الملحون قد جمع كل هذه المعاني إلا معنى الخطأ، لأن ناظمي الملحون لا يمكن أن ينعتوا فنهم بالكلام الرديء، بل إنهم اعتزوا به إلى درجة أنهم أطلقوا على فنهم اسم “الكلام” و”علم الموهبة” (أي هبة من الله)
ردحذفويؤكد هذا ابن خلدون في “المقدمة” حينما تكلم عن الشعر باللغة العامية حيث قال: ” وربما يلحنون فيه ألحانا”.
2-2 – عناصر الملحون: شيخ “الشجية” أي الناظم أو الشاعر الذي يضع الكلمات حسب أوزان وقوالب موضوعة سابقا أو يبتكر أوزانا خاصة به إلا أنها كلها تدخل في إطار الأوزان الرئيسية والتي هي (المبيت ومكسور الجناح والمشتب والسوسي المزلوك والذكر). أما من حيث التلحين فيفقد هنا العنصر الملحن لأن جميع الأوزان الشعرية ملحنة سابقا أو يتصرف فيها الشاعر حسب وزنه الجديد المبتكر ولهذا سمي بالملحون .
ثم يأتي دور شيخ الكريحة الذي يؤدي القصيدة بصوته الفصيح بعد الحفظ الجيد والإتقان صحبة الجوق الذي يعتمد آلات مغربية أصيلة مثل الكنبري (السويسن) والطعريجة والكف والدف ثم في ما بعد الكمان (الكمانجة: الكمال جاء) والعود والدربوكة والطر والشدادة ( الكورال)الذين يردون على المغني “الحربة” أي اللازمة ويعينون على أداء “السرابة” (قصيدة قصيرة تأتي في مقدمة القصيدة الرئيسية ) بالإضافة إلى عزف الإيقاعات الملحونية وهي:
الكباحي:
الحضَّاري:
دريدكة أو انصراف القدام:
وهناك قصائد يطلق عليها "المحمديات" أو "صاح آل البيت" وهي التي يكون غرضها مدح الرسول صلى الله عليه وسلم وصالح أهل بيته، هذا بالإضافة إلى قصائد الغزل، و"ذهبيات" وهي أشعار تخصص لوصف غروب الشمس، والـ"ربيعيات" وتتخصص في وصف الربيع، إضافة إلى الفكاهيات والخمريات، التي يطلق عليها أهل هذا الفن اسم "الدالية".
ردحذف